- المطلوب وبإلحاح هو إقفال الحدود ذهاباً وإياباً مع سورية كونها تشكل ممراً واسعاً للفتنة بين اللبنانيين
بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.عاصم عراجي أن ما يشهده البقاع الشمالي من احتقان شعبي كبير، يُنبئ بشرّ مذهبي مستطير يرجوه الإرهابيون ويعملون من خلال إعدام العسكريين الأسرى وزرع الكمائن لوحدات الجيش على انزلاق البقاعيين وكل اللبنانيين إليه، محذرا من سقوط البقاع في فخ الفتنة ما لم يحسم الجيش أمره بغطاء سياسي واسع لمنع الشارع البقاعي وتحديدا عرسال ومحيطها من الانحدار نحو الاسوأ، خصوصا أن هناك جهات استخباراتية غير لبنانية تعمل تحت اجنحة الظلام وعلى مدار الساعة على توتير الاجواء لإغراق البقاع الشمالي بدماء أبنائه، مناشدا الجميع احزابا وفعاليات سياسية وشعبية وأهالي العسكريين الشهداء والأسرى، التحلي بالحكمة والصبر والالتفاف حول المؤسسة العسكرية في معركتها ضد الإرهاب لوقف التصدع في جدران البيت الداخلي والحؤول دون سقوطه فوق الجميع.
ولفت عراجي في تصريح لـ «الأنباء» الى أن المطلوب وبإلحاح هو إقفال الحدود ذهابا وريابا مع سورية كونها تشكل ممرا واسعا للفتنة بين اللبنانيين، معتبرا ان اصرار قوى 14 آذار على النأي بلبنان عن حروب المنطقة وتحديدا السورية منها لم يأت من العدم، بل من استشرافها المخاطر الحتمية التي ستهدد الساحة اللبنانية وتضعف مناعة اللبنانيين حال عبورها الحدود نتيجة عبور السلاح والمسلحين من وإلى سورية، بمعنى آخر يعتبر عراجي أن حزب الله مدعو من قبل كل اللبنانيين الى اتخاذ قرار وطني تاريخي جريء، يقضي بانسحابه فورا من سورية وبفصل نفسه عن السياسة الايرانية، لما لهذه الخطوة من أهمية كبرى في اعادة تحصين الساحة اللبنانية، خصوصا أن ذريعة محاربة الإرهاب والتكفير في الداخل السوري لمنعه من العبور الى لبنان، استجلبت الويلات على اللبنانيين والمآسي للمؤسسة العسكرية التي تنعى الشهيد تلو الشهيد.
وردا على سؤال، لفت عراجي الى ان المشكلة الكبرى في ملف العسكريين الأسرى، هي ان بعض الوزراء في الحكومة يعتبر كل منهم نفسه رئيس الدولة وصاحب الحق الحصري في معالجة هذا الملف، ناهيك عن أن ضغط الشارع يزيد الملف تعقيدا، ويحمل الرئيس سلام ما لا طاقة له على تحمله، مشيرا الى وجود من لا يريد حلا للعسكريين الأسرى ويعمل على عرقلة المساعي لتحريرهم وعودتهم إلى اهاليهم، وذلك من خلال رفضه بأن يأخذ لبنان قرارا جريئا يُنهي مأساة الأهالي ويداوي هذا الجرح الوطني، معتبرا ان كرامة العسكريين الأسرى أغلى وأثمن من أي موقوف في رومية، إسلاميا كان أو علمانيا، خصوصا أنهم خطفوا في ميدان الدفاع عن السيادة وعن كل اللبنانيين الى أي فئة أو طائفة انتموا، متسائلا عن سر عدم تحدث البعض عن كرامة الدولة وهيبتها إلا عند ضرورة التفاوض من المسلحين لاطلاق العسكريين الأسرى، وأين كانت كرامة لبنان وهيبته حين خاض اللواء عباس إبراهيم مشكورا المفاوضات لاطلاق مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا، وعن أي كرامة يتكلم حزب الله وهو من فاوض العدو الإسرائيلي من خارج علم الدولة وإشرافها ومن يفاوض اليوم وبالآلية نفسها المسلحين في سورية من أجل استعادة اسراه ورفات مقاتليه، «كفى استخفافا بعقول اللبنانيين وكفى استهتارا بكرامة العسكريين المهددين بالذبح في كل لحظة وحين».
وردا على سؤال حول التناقض بين مطلب النأي بالنفس وانسحاب حزب الله من سورية، وبين استعداد لبنان للاشتراك في الحرب الدولية على الإرهاب، ختم النائب عراجي معربا عن يقينه أن مشاركة لبنان لن تتجاوز المشاركة المعنوية، لاسيما أن قيادة وأعضاء التحالف الدولي يدركون جيدا مدى حساسية الوضع اللبناني وحتمية انعكاس المشاركة العملانية سلبا عليه، مؤكدا من وجهة نظر شخصية لا تمثل غيره، أن أي تجاوز لهذا الدور قد يزيد الامور تعقيدا في لبنان ويستنبط المزيد من المطبات الامنية والسياسية، اللبنانيون في غنى عنها.